بناءً على ما هو الحقّ من عدم ذاتية دلالة الألفاظ على معانيها وكونها ناشئة
من ناحية الوضع قطعاً، يقع الكلام في عدّة امور ترتبط بالوضع وأنحاء الاستعمالات
اللفظيّة، كالبحث عن:
1. حقيقة الوضع وأقسامه.
2. أنّ الاستعمالات المجازية هل هي بالطبع أو الوضع.
3. علامات الحقيقة والمجاز.
وغير ذلك من المباحث ك «الحقيقة الشرعيّة» و «الاشتراك» و «أنّ ألفاظ العبادات
والمعاملات أسام للصحيح منها أو للأعمّ منه».
الأمر الأوّل: الوضع وأحكامه
قد يتوهّم أنّ دلالة الألفاظ على معانيها ليست من ناحية الوضع، بل إنّها ذاتية [1].
ولكنّه خلاف ما نجده بوجداننا إلّا في أسماء الأصوات، فيوجد فيها خاصّة ربط
ذاتي بين المعاني والألفاظ، وعليه ينبغي البحث عن حقيقة الوضع وأحكامه في ضمن
امور:
[1]. حكي ذلك عن سليمان بن عبّاد
الصيمري، مستدلّاً بأنّ دلالة الألفاظ على معانيها لو كانت بالوضع ومن غير مناسبة
بينهما للزم منه الترجيح من غير مرجّح. انظر: تمهيد القواعد، ص 82؛ الفصول
الغروية، ص 23