لو تأملنا في
عوامل تزايد الإعتداءات والسرقات وتفشي الرشوات والتطفيف في المكاييل بأشكالها
المختلفة وكذلك حالة الحرص التي تسود الكثير من الأفراد لرأينا التأثير العميق
للعنصرين المذكورين- خوف الفقر وطلب الفخر- في ظهور هذه الإنحرافات.
فالبعض يمتلك
كل شيء غير أنّه لا يتورع عن ممارسة المخالفة بدافع من خوف الفقر أو مايصطلحون
عليه أنفسهم بضمان المستقبل، كما أنّ البعض الآخر يعكّر صفو هدوء حياته محاباة
للناس وبغية الحصول على الفخر المزعوم والموهوم، والحال لو تخلّى الإنسان عن هاتين
الرذيلتين لأمكنه العيش بطمأنينة وإستقرار.
والعجيب أنّ
هؤلاء الأشخاص يعلمون بأنّ العناوين والافتخارات الوهمية لا تبقى سوى أيّام قلائل،
فالقدرة البدنية تزول بأدنى مرض، والقدرة المالية والثروات المادية قد تنتهي في
لحظة.