و أمّا من الأدلّة الخاصّة فالحرمة الذاتية بالمعنى الذي ذكرنا و إن كان ظاهر
رواية تحف العقول- بناء على كون المفاسد المذكورة فيها من قبيل الحكمة لا العلّة-
و لكن دعوى كونها علّة، بل و انصراف عنوان الحكومة إلى ما يتلبّس الحاكم بشيء من
أعماله التي لا تنفكّ عن الحرمة بمكان من الإمكان.
و كذلك غيره ممّا يظهر منه ذلك في بدو النظر لا سيّما ما رواه: ابن بنت الوليد
بن صبيح الكاهلي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من سوّد اسمه في ديوان ولد
سابع حشره اللّه يوم القيامة خنزيرا» [1].
و روايات 6/ 45 و 7/ 45 و 9/ 46 و 12/ 46.
و لكن حمل جميع ذلك على ما ينصرف إليه الإطلاق في أمثال المقام من التلبّس
بأعمالهم المحرّمة غير بعيد.
و يشهد لهذا التقييد قوله عليه السّلام: واحدة بواحدة، في رواية 9/ 46 و رواية
4/ 45:
و ما رواه في المقنع قال: سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن رجل يحبّ آل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو في ديوان هؤلاء فيقتل تحت رأيتهم فقال:
«يحشره اللّه على نيّته» [2].
و ما رواه زيد الشحّام قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام يقول: «من
تولّى أمرا من امور الناس فعدل و فتح بابه و رفع ستره و نظر في امور الناس كان
حقّا على اللّه عزّ و جلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة و يدخله الجنّة» [3].
و قوله عليه السّلام: هو بمنزلة الأجير، فيما رواه الحلبي قال: سئل أبو عبد
اللّه عليه السّلام عن رجل مسلم و هو في ديوان هؤلاء و هو يحبّ آل محمّد صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و يخرج مع هؤلاء في بعثهم فيقتل تحت رأيتهم. قال: «يبعثه
اللّه على نيّته». قال: و سألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصيب معهم شيئا فيعينه
اللّه به فمات في بعثهم قال: «هو بمنزلة الأجير أنّه إنّما يعطي اللّه العباد على
نيّاتهم» [4].
[1]. وسائل الشيعة، ج 12، ص 130،
الباب 42، من أبواب ما يكتسب به، ح 9. و ليعلم أنّ كلمة «سابع» مقلوبة عن كلمة
«عبّاس» و كان لأجل التقيّة فالمنظور كتابة الاسم في ديوان بني عبّاس.
[2]. وسائل الشيعة، ج 12، ص 139،
الباب 46، من أبواب ما يكتسب به، ح 6.