و مثل قوله تعالى: إِنَّما يَفْتَرِي
الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ
الْكاذِبُونَ[1].
و قد استدلّ بالأخير على حرمته على الإطلاق، لأنّ ظاهرها مطلق في بدو النظر، و
لكن الدقّة فيما سبقها من الآيات تدلّ على أنّ المراد منه الكذب على اللّه أو على
أوليائه، مثل قوله تعالى: وَ إِذا
بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما
أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ[2].
و أمّا السنّة، فهي كثيرة غاية الكثرة، عامّة شاملة لجميع أنواع الكذب، من غير
اختصاص بالكذب على أولياء اللّه أو غيره.
منها روايات كثيرة أوردها في الوسائل في الأبواب 138 و 139 و 140 و 141 تربو
على 38 حديثا، كثير منها دليل على المطلوب، و ستأتي الإشارة إلى كثير منها في
الأبحاث الآتية و أوضحها الروايات التالية:
1- ما رواه سيف بن عميرة عمّن حدّثه على أبي جعفر عليه السّلام قال: «كان علي
بن الحسين عليهما السّلام يقول لولده: اتّقوا الكذب الصغير منه و الكبير، في كلّ
جدّ و هزل، فانّ الرجل إذا كذّب في الصغير اجترأ على الكبير! ...» [5].
2- ما رواه أصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: «لا يجد عبد
طعم الإيمان حتّى يترك الكذب هزله و جدّه» [6].