الإنسان- كائناً من كان ومهما عمّر- فهو مسافر وضيف في هذا العالم وسيكسر طير
روحه هذا القفص عاجلًا أم آجلًا فيغادر هذا العالم ويسرع إلى دار البقاء؛ حيث يرى
أعماله ويرافقها فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً
يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[1].
نأمل أن نغادر هذه الدنيا محمَّلين بالحسنات ومعاصينا مغفورة فنكون في جوار
رحمة اللَّه حيث السكينة والاستقرار والقرب الإلهيّ.
والموت لا يخلو من الخوف بالنسبة للأخيار فحسب، بل هو نافذة لعالم مليئ بالنور
والسعادة؛ لكنّه مرعب مهول للظَلَمة والأشرار؛ فهو بداية البؤس والشقاء واسوداد
الوجه والعذاب بالنار التي أوقدوها بأيديهم.
وعليه فأفضل طريق في أن لا يخاف الإنسان الموت ويواجهه بشجاعة ولا يخسر فيه،
أن يغسل صفحة قلبه من غبار الذنب بماء التوبة ويجلي صدأ المعصية بالأعمال الصالحة
فيطهر كما قال مولى المتّقين عليّ عليه السلام: