الانحراف والمعصية؛ فلابدّ من سؤال اللَّه على الدوام توفيق التوبة والإنابة
إليه وغسل صدأ القلب بماء التوبة. طبعاً التوبة الحقيقية تتحقّق بالندم الحقيقيّ
والعزم على ترك المعاصي وتلافي ما فرّط وأداء حقّ اللَّه والخلق، لكن ممّا لا شك
فيه أنّ للتوفيق الإلهيّ والإمداد الغيبيّ دوره في هذا المسار، وبالطبع فإنّ
توفيقه ينال الصادق في التوبة.
فالأئمّة الأطهار عليهم السلام رغم عصمتهم من الذنب كانوا يرون أنفسهم
مقصِّرين بين يدي اللَّه بالنظر لعظمته تعالى وجلاله وجبروته ويظنّون أنّهم لا
يستطيعون طاعته والانقياد له كما هو أهله، فهم يعتذرون إليه ويستغفرون ويتوبون.
إضافة إلى أنّ لأدعيتهم في طلب التوبة والاستغفار تعليم لغيرهم كيفية التوبة والإنابة
إلى اللَّه ويمثلون كواقع حقيقة الذنب وثقل التمرّد على أوامره لنعود- نحن
الآثمون- إلى أنفسنا ونسعى أكثر لتهذيبها فإن تلوّثنا بالذنب سارعنا إلى التوبة
وتلافي الماضي. ونذكر هنا أحد أدعية السجّاد عليه السلام في التوبة وطلب التوفيق
إليها والإنابة إلى اللَّه: