فلمّا رفع رأسه قلت: جعلت فداك لمن دعوت بالفرج. قال عليه السلام:
«هُوَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ»
. ثمّ بيّن عليه السلام علامات ظهوره وقال:
(وَتَوَقَّعْ امْرَ صَاحِبِكَ لَيْلَكَ وَنَهارَكَ، فانَّ اللَّهَ كُلُّ يَوْمٍ
هُوَ في شَأنٍ، لا يَشْغَلُهُ شأنٌ عَنْ شَأنٍ) [1].
ملاحظة: تبتدئ العشر الأواخر من شهر رمضان بليلة
الحادي والعشرين ويستحبّ الغسل في كلّ ليلة من هذه الليالي، حيث روي أنّ النَّبيِّ
صلى الله عليه و آله كان يغتسل كلّ ليلة من هذه الليالي [2].
كما يستحبّ الاعتكاف فيها في المساجد الجامعة، فله فضل عظيم، ففي الحديث:
وكان صلى الله عليه و آله يعتكف في المسجد في العشر الأواخر [4] فيطوي فراشه
ويشدّ مئزره للعبادة (ويقتدي به في ذلك العديد من المسلمين) [5] خلافاً لما يعتقده بعض الجهّال من انتهاء
برامج شهر رمضان المبارك بمضيّ ليالي القدر.
-*-*-*-
الليلة الثالثة والعشرون:
وهي أفضل من الليلتين السابقتين ويستفاد من أحاديث كثيرة أنّها هي ليلة القدر.
روي عن الإمام الباقر عليه السلام:
«أنَّ الجُهَنِيّ أتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فقالَ لَهُ: إنَّ
لِي إبلًا وَغَنَماً وَغَلَمَةً فأُحِبُّ أنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أدْخُلُ
فيها. فَدَعاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَسارَّهُ فِي أُذُنِه. قالَ:
فَكانَ الجُهَنِيُّ إذا كانَتْ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ دَخَلَ بإبِلِهِ
وغَنَمِه وأهْلِهِ ووُلْدِهِ وغَلَمَتِهِ إلى المَدِينَةِ فَإذا أصْبَحَ خَرَج
بأهْلِه» [6].
وروي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يرشّ على أهله الماء ليلة ثلاث
وعشرين (وينتفعوا بفضل هذا الشهر) [7].