قاصِديهِ، وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنآئِهِ امِليهِ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجينَ، وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ امالُ الْمُسْتَرْفِدينَ، فَلا تُقابِلْ امالَنا بِالتَّخْييبِ وَالْإِياسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبالَ الْقُنُوطِ وَالْإِبْلاسِ، الهى تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرى، وَتَضآئَلَ في جَنْبِ اكْرامِكَ ايَّاىَ ثَنآئى وَنَشْرى، جَلَّلَتْنى نِعَمُكَ مِنْ انْوارِ الْايمانِ حُلَلًا، وَضَرَبَتْ عَلَىَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلًا، وَقَلَّدَتْنى مِنَنُكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقَتْنى اطْواقاً لا تُفَلُّ، فَآلائُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانى عَنْ احْصآئِها، وَنَعْمآئُكَ كَثيرَةٌ قَصُرَ فَهْمى عَنْ ادْراكِها فَضْلًا عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لى بِتَحْصيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرى ايَّاكَ يَفْتَقِرُ الى شُكْرٍ، فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَىَّ لِذلِكَ انْ اقُولَ لَكَ الْحَمْدُ، الهى فَكَما غَذَّيْتَنا بِلُطْفِكَ، وَرَبَّيْتَنا بِصُنْعِكَ، فَتَمِّمْ عَلَيْنا سَوابِغَ النِّعَمِ، وَادْفَعْ عَنَّا مَكارِهَ النِّقَمِ، وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدَّارَيْنِ ارْفَعَها وَاجَلَّها، عاجِلًا وَآجِلًا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ، وَسُبُوغِ نَعْمآئِكَ، حَمْداً يُوافِقُ رِضاكَ، وَيَمْتَرِى الْعَظيمَ مِنْ بِرِّكَ وَنَداكَ، يا عَظيمُ يا كَريمُ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ [1].
7. مناجاة المطيعين للَّه
مناجاة من يردف طاعة أوامر اللَّه بالسعي والجهد، ويسأل اللَّه أن يزيل عن بصره حجب الشكّ ليجعل سعيه في سبيله وهمّته في طاعته.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اللَّهُمَّ الْهِمْنا طاعَتَكَ، وَجَنِّبْنا مَعْصِيَتَكَ، وَيَسِّرْ لَنا بُلُوغَ ما نَتَمَنّى مِنِ ابْتِغآءِ رِضْوانِكَ، وَاحْلِلْنابُحْبُوحَةَ جِنانِكَ، وَاقْشَعْ عَنْ بَصآئِرِنا سَحابَ الْإِرْتِيابِ، وَاكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنا اغْشِيَةَ الْمِرْيَةِ وَالْحِجابِ، وَازْهِقِ الْباطِلَ عَنْ ضَمآئِرِنا،
[1]. بحار الأنوار: ج 91، ص 146.