«مَوضِعُ قَبرِ الحُسينِ عليه السلام مُنذُ يَومَ دُفِنَ فِيهِ رَوضَةٌ مِنْ
رِياضِ الجَنَّةِ» [2].
3. قال أبو هاشم الجعفري: بعث إليّ أبو الحسن عليه السلام في مرضه أن:
ابعَثُوا إلى الحائرِ (الحائر الحُسَينيّ لِيطلبَ لِي الشِّفاءَ)
فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر. فقال: انْظُروا في ذَلِكَ ...
فذكرت ذلك لعليّ بن بلال. فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر. فقدمت العسكر
فدخلت عليه وذكرت له قول عليّ بن بلال فقال لي:
«إنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَانَ يَطوفُ بِالبيتِ وَيُقبِّلُ
الحَجرَ وَحُرمَةُ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وَالمُؤمِن أعظَمُ مِنْ حُرْمَةِ
البيتِ، إنّما هِي مَواطِنُ يُحِبُّ اللَّهُ أنْ يُذكَرَ فِيها، فأنا أُحِبُّ أنْ
يُدعى لِي حَيثُ يُحِبُّ اللَّهُ أن يُدعى فِيها، والحائِرُ من تِلكَ المَواضِع» [3].
محل الحائر الحسيني
البحث هنا عن مقدار الحائر بالنسبة لأطراف قبر الحسين عليه السلام، فما مساحة
هذا الحائر الذي ورد فيه كلّ هذا الفضل واستجابة الدعاء عنده؟
نقل المرحوم العلّامة المجلسي عدّة أقوال للعلماء بهذا الشأن، والقويّ عنده
أنّ المراد بالحائر [4] المساحة المحيطة بجدران الصحن الشريف، وبالنتيجة نفس الصحن وجميع الأطراف
[3]. المصدر السابق: الباب 90، ح 1؛
بحار الأنوار: ج 98، ص 112.
[4]. الحائر لغةً (من حَيَرَ لا
حَوَرَ) يطلق على الموضع الذي يتجمع فيه الماء ويدور (صحاح اللغة والمصباح المنير)
وكأنّه يسمّىالحائر منذ أن أغرق المتوكل- لعنة اللَّه عليه- قبر الحسين عليه
السلام بالماء فبقي أطرافه ولم يبلغ القبر (بحارالأنوار، ج 98، ص 117).