فِى الشُّهَدآءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ ارْواحِ السُّعَدآءِ، وَاعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ افْسَحَها مَنْزِلًا، وَافْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِى الْعِلِّيّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصَّالِحينَ، وَحَسُنَ اوُلئِكَ رَفيقاً، اشْهَدُ انَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَانَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى بَصيرَةٍ مِنْ امْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَاوْلِيآئِهِ فى مَنازِلِ الْمُخْبِتينَ، فَانَّهُ ارْحَمُ الرَّاحِمينَ* ثمّ صلِّ رَكعتين في جانب الرأس واهدِهما إلى جنابِه وقل: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَدَعْ لى .... وهذا هو الدعاء الذي يُدعى به في مرقد العباس عليه السلام وسيأتي ذكره (ص 257). فإذا شِئت أن تودّعه فودِّعه بالوداع الذي سيذكر في زيارة العباس عليه السلام [1] (ص 258).
زيارة هانئ بن عروة رحمة الله
تقف عند قبره وتسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وتقول:
سَلامُ اللَّهِ الْعَظيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يا هانِىَ بْنَ عُرْوَةَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، النَّاصِحُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اشْهَدُ انَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، وَحَشى قُبُورَهُمْ ناراً، اشْهَدُ انَّكَ لَقيتَ اللَّهَ وَ هُوَراضٍ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ، وَاشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَدآءِ، وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ ارْواحِ السُّعَدآءِ، بِما نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فى ذاتِ اللَّهِ وَمَرْضاتِهِ، فَرَحِمَكَ اللَّهُ وَرَضِىَ عَنْكَ، وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَجَمَعَنا وَايَّاكَ مَعَهُمْ فىدارِ النَّعيمِ، وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ صلِّ ركعتين وأهدهما إلى هانئ وادع لنفسك بما شئت [2].
[1]. مصباح الزائر: ص 101؛ بحارالانوار: ج 97، ص 427.
[2]. مصباح الزائر: ص 104؛ بحارالانوار: ج 97، ص 429 (مع اختلاف يسير).