ذهب العلّامة المجلسي إلى أنّ هذه الزيارة من أصحّ الزيارات سنداً [1] وبذلك صرّح الشيخ
عباس القمي (في مفاتيح الجنان). روى جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام
قال:
«كانَ أبي عَليّ بن الحُسين عليهما السلام قَد اتّخَذَ مَنزِلَهُ مِنْ بَعدِ
مَقتَل أبيهِ الحُسينِ عليه السلام (مِنَ الحُزنِ وَالأسى) بَيتاً مِنَ الشَّعر
كَراهيةً لِمخالطةِ النّاسِ وَملابَستِهِمْ وَكَانَ يَصيرُ مِنَ الباديةِ
بِمَقامِهِ بِها إلى العِراقِ زائراً لأبيهِ وَجدِّه عليه السلام ولا يُشعِرُ
بذلِكَ مِن فعلِهِ. وَخَرجَ يوماً مَتَوجّهاً إلى العِراقِ لِزيارةِ
أميرِالمؤمنينَ عليه السلام وأنا مَعَهُ وَلَيسَ مَعنا ذو روحٍ إلّاالنَّاقَتَينِ
فَلمّا انتهى إلى النجف- من بلاد الكوفة- وَصَارَ إلى مَكانٍ مِنهُ فَبَكى حتّى
اخْضَلَّتْ لِحيَتُهُ وَقَالَ: السّلامُ عَلَيكَ يَا أميرَالمؤمنينَ ...»
على كلّ حال السند الوارد في المزار الكبير لهذه الزيارة: روى جابر الجعفي عن
الإمام الباقر عليه السلام أنّ الإمام زين العابدين جاء لزيارة قبر أميرالمؤمنين
عليه السلام فوقف عند القبر وبكى وقال: