يذكر اللَّه أحياناً مائة مرّة، وزيارة الجامعة مثلًا تبتدأ بمئة تكبيرة
وتختتم بصلاة الزيارة التي تمثّل التوجّه الخالص للَّه، وكأنّهم يجهلون بعض
الزيارات كزيارة «أمين اللَّه» (إحدى الزيارات المعتبرة) المفعمة بأروع وأعمق
مناجاة اللَّه؛ فالزائر بعد أن يسلّم على الإمام بصفته «أمين اللَّه في أرضه»
يناجي اللَّه بإخلاص قائلًا:
. حقّاً ليس هنالك من دليل لتجاهل هذه الزيارات وعدّ عباراتها من الشرك سوى
إسوداد القلب والانغماس في الضلال وعدم العلم بكرامات ومعجزات أولئك العظام،
والآثار والبركات الماديّة والمعنويّة الجمّة التي تفيضها تلك الأرواح القدسيّة
على زوّارها، وبالتالي- كما مضى- الجهل بالمضامين السامية للزيارات التي تختزن
التوبة والإنابة والدعاء والعبوديّة والخضوع بين يدي اللَّه الواحد الأحد والإنابة
إليه؛ الحقيقة التي تعكسها أدنى معرفة بآداب الزيارة وتفصح عن آثارها التربوية
الخارقة.
الزيارة في الروايات
على هذا الضوء تظافرت روايات أهل البيت عليهم السلام بعدّة مضامين وعبارات في
الحَثّ على زيارتهم وإعمار قبورهم، فبعضها عامّ يتعلّق بجميع الأئمّة، وبعضها الآخر
خاصّ، وسنكتفي هنا بذكر سبعة تعبيرات عامّة [3].
1. يستفاد من الكثير من الروايات أنّ الإنسان إن أراد الوفاء بعهده إزاء كلّ
إمام، عليه زيارة قبورهم، فمن زارهم راغباً وصادقاً حلّت عليه شفاعتهم يوم القيامة