responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 125

«وَإِنَّما يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ» [1].

وطبعاً لا يمكن انكار وقوع متغيرات ومستجدات في حالات الأشخاص وتبدل في مسيرة حياتهم، كما نقرأ هذا المعنى في قصة «بشر الحافي»، و «الفضيل بن عياض»، و «الحر بن يزيد الرياحي».

ولكنّ هذا التحول والتغير لا يحدث إلّافي حياة القلائل من الناس الذين كانوا يعيشون في الماضي الانحراف عن جادة الصواب والحق، ولكنّ هذه الظاهرة من التغيير الكلي لا تتحقق في غالبية الأشخاص المنحرفين.

ولهذا السبب ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار سوابق الأشخاص في اختيار المدراء والقادة، وهكذا يجب على‌ هؤلاء المدراء أيضاً النظر في سوابق الأفراد الذين يعملون تحت إمرتهم.

ومن الضروري التذكير بهذه النقطة، وهي أنّ التغيير والانقلاب في حالات الأشخاص تحدث في سنوات الشباب أكثر من سنوات الكهولة والشيخوخة، فالشباب كما أنّهم مستعدون للتلوث بسرعة، فكذلك مستعدون للعودة إلى الطهارة والنقاء بسرعة، ولكنّ رجوع الأشخاص المنحرفين بعد حدوث حالة التكلس على شخصيتهم ومسيرتهم، يكون في غاية الصعوبة.

7- الوراثة الصالحة

لا شك أنّ أحد أبعاد شخصية الإنسان تتمثّل في المسائل الناشئة من الوراثة إلى درجة أنّ بعض علماء النفس يرون أنّ شخصية الإنسان تتلخص في ثلاثة أبعاد: «الوراثة» و «المحيط» و «التعليم والتربية» ويطلقون على هذا المثلث بمثلث الشخصية.

طبعاً نحن لا نرى أنّ الأبعاد والعوامل البنّاءة لشخصية الإنسان تتحدد بهذه الأمور الثلاثة وحدها، بل هناك عوامل كثيرة أخرى تتدخل في تركيب شخصية الإنسان وتؤثر في صياغتها ممّا لا مجال لتفصيل الكلام في هذا البحث، ولكن على أيّة حال لايمكن إنكار


[1]. نهج البلاغة، الرسالة 53.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست