responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 12

وفي منظور «الرؤية التوحيدية» فإنّ مجموع العالم والكون ليس سوى منظومة واحدة تخضع لتشكيلات منسجمة تحت حاكميّة «اللَّه».

ويؤكد القرآن الكريم على أنّ المسلمين يجب أن يوفقوا أنفسهم مع نظام هذا العالم الكبير: «وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ» [1]، ويستنتج القرآن مباشرة من ذلك:

«أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ» [2]. أي لا ينبغي للإنسان الانحراف عن خط العدالة.

وهذا يعني أنّكم أيّها الناس بمثابة قطرة من هذا المحيط العظيم والبحر الزاخر للوجود وذرة من رمال هذه الصحراء الواسعة، وجزء صغير من هذا العالم الكبير، فهل يعقل أن تكونوا مستثنين من‌النظام‌الحاكم على كل هذه المنظومةالعظيمة وبالتالي تعيشون حياتكم بدون حساب وكتاب؟ هل يعقل أن تكونوا رقعة غير منسجمة وملتصقة بهذا العالم الكبير؟

وأساساً فإنّ أهم دليل على معرفة اللَّه والذي يستند إليه جميع الفلاسفة والمتكلّمين، وتدور أكثر الآيات التوحيدية في القرآن الكريم على محورية هذا الدليل هو «برهان النظم»، الذي يقرر وجود تدبير وإدارة دقيقة لهذه العالم من قِبل «مدير ومدبّر مطلق»، ولولا وجود كل هذا التدبير الدقيق لعالم الوجود الفسيح فإنّ معرفة اللَّه لا تكون ممكنة حينئذٍ.

وليس فقط عدم إمكانية معرفة الذات المقدّسة، بل ستنعدم المعرفة بالكثير من صفات وسمات هذا النظام الدقيق وهذه الإدارة العظيمة لعالم الوجود.

إنّ جميع الكتب التي تمّ تدوينها في مختلفة العلوم تتحدّث عن أشكال النظم في عالم الخليقة وفي المنظومات الشمسية والمجرات الكونية لتكشف لنا عن عجائب الخلقة في الذرة وأنواع النباتات والأحياء ودقائق الموجودات الأخرى، فكلها بيان وشرح لهذه «الإدارة الدقيقة» و «التدبير المنظم» للَّه‌تبارك وتعالى في هذا العالم.

وجود الإنسان والمنظومة الدقيقة:

إنّ «السير الآفاقي» يستمر معنا إلى آخر العمر بدون أن نشعر بالتعب والملل من هذا


[1]. سورة الرحمن، الآية 7.

[2]. سورة الرحمن، الآية 8.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست