responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 91

والمادة عن بصيرته، فكان المكان والزمان ينطويان أمامه ويرى ما خلف الزمان والمكان، أجل عندما تزول الحجب والاستار عن قلب الإنسان وبصره بسبب مخالفته للأهواء والشهوات فإنّ هذا المجاهد يرى عالم الملك والملكوت.

2. في تفسير الخطبة 189 من نهج البلاغة، أنّ الإمام علي عليه السلام قال:

«أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني فَلَأنَا بِطُرُقِ السَّماءِ أَعْلَمُ مِنّي بِطُرُقِ الْأَرْضِ»

. في هذا السياق ذكر كل من الشيعة [1] وأهل السنّة [2] في مصادرهم الروائية:

عندما كان الإمام علي عليه السلام على المنبر قال له أحد الحاضرين: أين جبرائيل الآن؟

فتأمل الإمام علي عليه السلام قليلًا وغرق في تفكير عميق ثم قال: لقد سرت في العوالم العليا والسفلى ولم أر جبرائيل، أعتقد بأنّك أنت جبرائيل، فما كان من ذلك الشخص إلّا أن أيد الإمام عليه السلام وبعد ذلك اختفى من ذلك المجلس.

إنّ الإمام عليّاً عليه السلام وصل إلى هذا المقام السامي بحيث إنّه يسير في جميع العوالم العليا والسفلى كل ذلك بسبب مجاهدته لأهوائه وتهذيبه لنفسه.

سؤال: هل الإمام علي عليه السلام بحاجة لمجاهدة النفس؟

الجواب: نعم، فالإمام علي عليه السلام أيضاً كان يجاهد نفسه، وهو الذي يقول:

«وَإِنَّما هِيَ نَفْسي أَرُوضُها بِالتَّقْوى‌ لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأكْبَرِ» [3].

آخر ملاحظة!

تقدّم أن أحد المعاني اللغوية لتهذيب النفس هو خلوصها، ومن جهة أخرى فإنّ القرآن الكريم ذكر مفردة، مخلِصين (بالكسر) وأيضاً مخلَصين (بالفتح)، واللافت أن‌


[1]. بحار الأنوار، ج 39، ص 108.

[2]. إحقاق الحق، ج 7، ص 621. في العنوان المذكور، ورد هذا الحديث عن محمد بن يوسف البلخي الشافعي، من علماء أهل السنّة. ويجدر هنا أن نشكر سماحة آية اللَّه العظمى المرعشي النجفي رحمه الله على حاشيته القيمة على كتاب إحقاق الحق وبذلك أحيا هذا الكتاب. ونسأل اللَّه سبحانه لروحه الطاهرة الرحمة والمغفرة.

[3]. نهج البلاغة، الخطبة 45.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست