responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 9

في الرؤية (فيما لو امتلكوا القابلية على الهداية) وهذه هي مرحلة الهداية العامة وتستوعب جميع أفراد البشر.

أمّا المرحلة الثانية: (بيّنات من الهدى) فناظرة إلى بعض الأفراد بالخصوص، وهم الذين يملكون رؤية عميقة ونظراً ثاقباً، فالقرآن الكريم يعرض على هذه الطائفة من الناس بيّنات ودلالات واضحة لسلوك الطريق القويم، والتحرك في خط الرسالة والمسؤولية، فالبيّنات من الهدى عبارة عن الشواهد وأشكال الدلالة التي تختص بفئة معينة من الناس.

والمرحلة الثالثة: (الفرقان) ويختص بأخص الخواص، وهم الذين وصلوا إلى مراحل عالية من الإيمان والتقوى وحصلوا بذلك على نورانية وشفافية خاصة بحيث يستطيعون تشخيص الحق من الباطل من موقع الوضوح ولا يسقطون في مهاوي الضلالة ومتاهات الضياع.

هؤلاء وصلوا إلى مرحلة سامية من الكمال المعنوي بحيث إنّهم يستطيعون بنور القرآن تمييز الحق من الباطل في مختلف المسائل الثقافية والسياسية والاعتقادية حتى في حالات تشابك الأمور واختلاط المعالم، فهم يتحركون في مسلك الانفتاح على اللَّه والحق دون أن يواجهوا الضبابية في أفكارهم والتشويش في أذهانهم، والتلوث في أفئدتهم، ويشير القرآن الكريم إلى هذه المرحلة الدقيقة في الآية 29 من سورة الانفال:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ».

وهذا يعني أنّ اللَّه تعالى يجعل لهؤلاء المتقين رؤية خاصّة يستطيعون بواسطتها تمييز عناصر الخير من الشر، والحق من الباطل، والصواب من الخطأ.

إنّ نيل هذه المرتبة من الإيمان وتحصيل الفرقان لا يمثّل مجرّد فرضية وحالة

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست