responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73

وكفى‌ فخراً عظيماً للمؤمنين أنّهم يقعون مورد الخطاب الإلهي مباشرة ويكلّمهم اللَّه عن قرب، وهذه الموهبة العظيمة لا تقاس بها موهبة أخرى، فالجنّة في مقابل هذه الموهبة لا تعتبر شيئاً.

«وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»:

1.

«الْعالِمُ الْمُبْتَغي بِعِلْمِهِ حُطامَ الدُّنْيا»،

بمعنى أنّ العالم الذي يستغل علمه للحصول على المآرب الدنيوية واكتساب الماديات فإنّ اللَّه تعالى لا يتحدّث معه ولا يطهره في ذلك اليوم وسيكون مصيره إلى جنّهم، فيجب على العالم أن يستثمر علمه في خدمة الناس ونجاتهم من مهاوي الجهل والضلالة ويقودهم إلى طريق الفلاح والنجاة وتهيئة الزاد والراحلة في طريق الآخرة والفضيلة والرسالة.

2.

«وَمُسْتَحِلُّ الْمُحَرَّمَاتِ بِالشُّبَهَاتِ»

. أي الشخص الذي يدخل وادي المحرمات بأدوات الشبهات، فالنبي هنا لا يقول إنّ هذا الشخص يتناول المحرمات، لأنّ هذا العمل واضح البطلان ولا يخفى‌ على أحد، بل يقصد الأشخاص الذين يستحلون المحرمات الإلهيّة بالحيل الشرعية، على سبيل المثال يجمعون علبة كبريت أو قطعة من الحلوى‌ [1] إلى المال الذي يريد دفعه كقرض للمقترض ويجعل هذه الضميمة وعلبة الكبريت كتعويض للفائدة الربوية الباهظة التي سيأخذها من المقترض في العام القادم، فمثل هذا الشخص يقع مشمولًا لهذا الحديث النبوي، وللأسف فإنّ المتلوثين بهذا الأمر الخطير ليسوا بقليلين في الوسط الاجتماعي.

3.

«وَالزَّاني بِحَليلَةِ جارِهِ» [2].

والخلاصة أنّ العلماء من طلّاب الدنيا والمتلوثين بالحيل الشرعية والمتلوثين بالأعمال المنافية للعفة، مشمولون لهذه الرواية المذكورة وسيواجهون تلك العقوبات الثلاث ولا يكلّمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم.


[1]. بحثنا هذا الموضوع في كتابنا «طرق الفرار من الربا»، بصورة مشروحة ومفصّلة.

[2]. ميزان الحكمة، باب 1591، ح 7622.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست