responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 68

المعارف الدينية، وقد جعلها اللَّه تعالى في فطرتنا وأودعها في وجداننا، ولولا إدراك الإنسان لهذه الأمور فإنّ المجتمع البشري سيغرق في دوامة من الفوضى والهرج والمرج.

إنّ العالم يدور حول محور القانون، وهذا القانون مقتبس من تلك الأصول الفطرية المودعة في وجدان الإنسان وأعماق روحه، فعندما نرى‌ أنّ جميع البشر يعتقدون بأنّ الاعتداء على الآخرين قبيح، وأنّ جميع الناس يعتقدون بأنّ الاغتيال والارهاب يمثّل عملًا قبيحاً وأنّ جميع الناس يعتقدون بأنّ الإحسان إلى المحرومين وإسداء يد العون للمحتاجين عمل حسن، فهذه كلها نابعه من ذلك المصدر والمنبع الفطري والوجداني ويدركها الإنسان بمقتضى تلك القوّة التي تميّز بين الحسن والقبح، والفجور والتقوى، والخير والشر والتي أودعها اللَّه تعالى في واقع الإنسان ومحتواه الداخلي، ولهذا المعنى تشير الآية الشريفة: «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا».

المحور الثاني: ما أقسم اللَّه تعالى من أجله‌

«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا»

إنّ الأقسام الأحد عشر المذكورة في هذه السورة والتي مضى شرحها وتفسيرها، كلها من أجل بيان هذه الحقيقة الهامة، وهي: «إنّ كل إنسان يتحرك على مستوى تهذيب نفسه وتطهيرها من الشوائب والأهواء فإنّه سينال الفلاح والنجاح، وكل شخص يرتكب الآثام والذنوب ويلوث نفسه بها فإنّه سيحرم من التوفيق والفلاح».

وقبل الدخول في الموضوع لابدّ من بيان معنى هذا المفردات الأربع التي وردت في الآية الشريفة: (الفلاح، التزكية، الخيبة، الدسّ):

1. «الفلاح»؛ هذه الكلمة وردت في اللغة بمعنى النجاة، التحرر، النجاح، وبكلمة أخرى الوصول إلى المقصود، فالإنسان الذي ينال الفلاح هو الذي يستطيع عبور الأخطار ويصل إلى نقطة الأمان، فالطالب الذي يشترك في الامتحانات وينجح فيها

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست