فمثل هؤلاء المعاندين لا يحتمل في حقّهم الإيمان والاذعان للحق حتى لو تحققت
جميع مطالبهم وجاءهم النبي بالمعجزات التي طلبوها منه، لأنّهم لم يطلبوا الحق ولم
ينهجوا في طلب الحقيقة، ولو أنّهم كانوا واقعاً يريدون معرفة الحقيقة، فإنّ وجود
القرآن الذي لم يستطع أي إنسان الإتيان بمثله ولا بسورة من سوره، كافٍ في المقام.
نسأل اللَّه تعالى أن يبعد عنّا حالات العناد والتعصّب واللجاجة، ولا يجعل ذرة
من التعصّب في قلوبنا وأذهاننا واعتقاداتنا، وبعد أن يخرج الإنسان من أجواء العناد
والتعصب، فإنّه ينفتح على أجواء الحق والرسالة ويجد في قلبه وروحه ميلًا للسير
والحركة في خط الفضيلة والإيمان والمسؤولية.