responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 538

مواد بسيطة، فكذلك في عالم التشريع أيضاً خلق كتاباً قيماً وعظيماً من مواد بسيطة أي من حروف ألف باء بحيث لا يتمكن أي إنسان من الإتيان بمثله بل الإتيان بسورة واحدة من سوره.

وهذا التفسير يعتبر من أفضل ما قيل في تفسير الحروف المقطّعة وقد أشار إليه الإمام زين العابدين عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام فيما ورد عنهما من روايات‌ [1].

ومع الالتفات إلى هذا التفسير للحروف المقطّعة، تتبيّن العلاقة بين القسم بالقرآن والحروف المقطّعة في مطلع هذه السور الأربع مورد البحث، فإنّ اللَّه تعالى ومن خلال قسمه بالقرآن يريد إلفات نظر المخاطبين إلى هذه الحقيقة الحاسمة، وهي أنّ القرآن مع كل ما فيه من عظمة وروعة فإنّه يتشكل من هذه الحروف البسيطة.

ب) الصفات الأربع للقرآن الكريم‌

وفي هذه السور الأربع التي ورد القسم فيها بالقرآن الكريم، ورد أيضاً وصف القرآن بأربعة أوصاف، ونكتفي في بيان هذا الموضوع بتوضيح مختصر:

1. القرآن الحكيم؛ وقد وصف اللَّه تعالى في سورة يس، القرآن بصفة «الحكيم» والحكيم هو الذي يتحرك في أعماله وأفعاله من موقع الدقّة والتدبر ويضع كل شي موضعه، واللافت أنّ اللَّه تعالى في الآيات مورد البحث لم يقل إنّ القرآن فيه حكمة، بل قال: القرآن الحكيم، يعني أنّ القرآن بمثابة الكائن الحي كالإنسان الكامل الذي يملك شعوراً وإدراكاً وعقلًا وحكمة.

إنّ تاريخ القرآن، أحكام القرآن، معارف القرآن، دلائل التوحيد والمعاد والنبوّة والمعارف الأخرى الموجودة في القرآن الكريم كلها مواضيع في غاية الدقّة والعمق والحساب، ولذلك وصف اللَّه تعالى هذا القرآن بالحكيم.


[1]. التفسير الأمثل، ذيل الآية 1 من سورة البقرة.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست