وترتبط معهم، فبالرغم من أنّها كانت زوجة النبي وكانت في البداية امرأة صالحة،
إلّا أنّ الشيطان استطاع إغواءَها وإفسادها.
على أيّة حال فإنّ الضوابط الشرعية وإطاعة الأوامر الإلهيّة كانت هي الحاكمة
على تصرفات النبي لوط عليه السلام لا العلاقات الاسرية والروابط العاطفية وأمثال
ذلك، ولذلك ترك زوجته مع قومه لتهلك مع الهالكين وتنال ما تستحقه من العذاب
الإلهي، ورعاية هذا الأصل تعتبر من مقومات حركة الأنبياء والمرسلين في واقع الحياة
والمجتمع، ولذلك عندما دعا النبينوح عليه السلام ربّه لإنقاذ ولده، فإنّ اللَّه
تعالى لم يسمح بذلك وأخرج هذا الابن عن دائرة أهل نوح وقال: إنّه ليس من أهلك [1].
سكر الدنيا في العصر الحاضر:
وممّا يبعث على الأسف فإنّ البشرية في العالم المعاصر تعيش في سكر شديد وتخوض
في لجاج التحير وأمواج الفتن والضياع، وقد وصل الأمر بالعالم الحديث إلى درجة
أنّهم لا يعترضون على المثلية ولا يواجهونها من موقع التصدي والمنع والإصلاح، بل
إنّ بعض البلدان مثل «بريطانيا» وضعت قانوناً في مجلس البرلمان يبيح مثل هذه
الممارسات الشنيعة وليمارس المثليون أعمالهم المنحرفة بكل طمأنينة وراحة بال، وهذه
هي نتائج الديمقراطية الغربية، هؤلاء يعتقدون بأنّ الأغلبية في المجتمع إذا أرادت
تقنين حكم أو قانون فلابدّ من الاذعان لهم وقبول رأيهم حتى لو خالف رأيهم هذا جميع
العلماء ورجال الدين وأهل الخبرة في المجتمع، فالناس في هذه الديمقراطية لا
يتحركون تبعاً للعلماء وأهل الخبرة، بل إنّ العلماء وأهل الخبرة مضطرون لاتباع
غالبية الناس، فلو أنّ الغالبية أرادت إنشاء مرافق الفحشاء والفساد فإنّ
الديمقراطية الغربية توصي بإحداثها وإيجاد هذه