3. بما أنّ قوم لوط كانوا ملوثين بأبشع أنواع الذنوب أي رذيلة اللواط، فإنّ
اللَّه تعالى أنزل عليهم جميع أنواع البلايا التي يستحقها هؤلاء العصاة
والمتمردين.
العبرة من قصّة قوم لوط:
إنّ قصّة قوم لوط زاخرة بالدروس والعبر للمؤمنين الذين يتحركون في حياتهم من
موقع التأمل والتفكر في التاريخ والواقع، وهنا نشير إلى ستة موارد منها:
أ) العاقبة الوخيمة بسبب اتباع الهوى!
فالأشخاص الذين يتحركون بوحي الأهواء والشهوات ويتركون زمام أمورهم بيد النفس
الأمّارة ويتبعون ما تملي عليهم أنفسهم، وبدلًا من اتباع العقل وجعل هوى النفس
يسير في خدمة العقل، فإنّهم جعلوا العقل أسيراً لهوى النفس، هؤلاء يعيشون في
الدنيا المعاناة والعاقبة السيئة، وكذلك في الآخرة يواجهون المصير الأسود والعذاب
الأليم.
ب) سكر الأهواء!
وكما رأينا في آية القسم المتقدمة، فإنّ قوم لوط كانوا أسرى الأهواء والشهوات
ولهذا فإنّهم أعرضوا عن أفضل اقتراح اقترحه عليهم النبي لوط عليه السلام لإرضاء
حاجتهم الجنسية ومن خلال الزواج من بناته، وأصروا على انحرافهم الجنسي، وهذا يعني
أنّ عقل الإنسان في مثل هذه الحالات يعيش حالة من السكر وكأنّما اغلق بقفل.