[1]. كان لأبي طالب أربعة أولاد، وكان
كل واحد منهم يكبر عن الآخر بعشر سنوات. وهم على الترتيب السني عبارة عن: 1. طالب.
2. عقيل. 3. جعفر. 4. الإمام علي عليه السلام.
وكان أبوطالب يحبّ عقيلًا حبّاً شديداً، ولذا قال له النبي صلى الله عليه و
آله: «إنّي احبّك حبّين: أحدهما لأنّك من أرحامي، والآخر لحبّ أبي طالب لك» وقد
اشترك عقيل في معركة مؤتة مع أخيه جعفر، وكان عارفاً بأنساب العرب وتاريخ الجاهلية
وكان سريع البديهية وحاضر الجواب، وهناك خلاف بين المؤرخين في زمن ذهابه إلى
معاوية وهل كان قبل شهادة الإمام علي عليه السلام أم بعدها، ولكنّ المحققين
يعتقدون بأنّها كانت بعدها (شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 597).
[2]. ونقل عقيل قصّة الحديدة المحماة
لمعاوية كما يلي: «أصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تند صفاته، فجمعت صبياني وجئته
بهم، والبؤس والضرّ ظاهران عليهم، فقال: إئتني عشية لأدفع إليك شيئاً، فجئته
يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحي، ثم قال: ألا فدونك، فأهويت حريصاً وقد غلبني
الجشع أضنّها صرّة فوضعت يدي على حديدة تلتهب ناراً، فلما قبضتها نبذتها، وخُرت
كما يخور الثور تحت يد جازره، فقال لي: ثكلتك امّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار
الدنيا، فكيف بك وبي غداً إن سُلكنا في سلاسل حهنّم ثم قرأ: «إِذِ الْأَغْلَالُ
فِى أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ» (سورة غافر، الآية 71).
ثم قال: ليس لك عندي فوق حقّك الذي فرضه اللَّه لك إلّاماترى فانصرف إلى أهلك.
فجعل معاوية يتعجب ويقول: هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله. (شرح
نهجالبلاغه لابن أبيالحديد، ج 11، ص 253).