وبما أنّ الدعاء يملك قيمة خاصّة ومكانة سامية في المعارف الإسلامية، فإنّ اللَّه تعالى قرر حالات تقتضي أن يتوجه العباد إليه بالدعاء وينفتحوا على أبواب الرحمة الإلهيّة بالتوسل والابتهال، ليصلوا من خلال الدعاء والابتهال إلى مقامات عالية ومراتب سامية في سلّم المعنويات، وعلى هذا الأساس يجب علينا الاهتمام بعنصر الدعاء والتوجه إلى اللَّه، ونسأله ونبتهل إليه لحلّ مشكلاتنا ومشكلات الآخرين وخاصّة في الليالي والأيّام التي يكون للدعاء فيها أهميّة خاصّة وورد التأكيد على الدعاء فيها في النصوص الدينية، مثل ليلة الجمعة ويومها وليالي شهر رمضان المبارك وأيّامه.

5. أهميّة الرزق الحلال‌

لقد اهتم الإسلام اهتماماً خاصّاً بالرزق الحلال، وأكّد للمسلمين على ضرورة الكسب الحلال ونهى عن أكل لقمة الحرام، فنحن نعتقد بأنّ الكسب بآليات غير مشروعة وأساليب محرمة ليس فقط لا يزيد من رزق الإنسان بل من شأنه أن يوقع الإنسان في زاوية الفقر والمسكنة، ولا يستطيع هذا الشخص أن يكسب بآليات الحرام سوى ما قدّر اللَّه له من الرزق الحلال.

«دخل علي عليه السلام المسجد وقال لرجل: أمسك عليّ بغلتي، فخلع لجامها وذهب به، فخرج علي عليه السلام بعد ما قضى صلاته وبيده درهمان ليدفعهما إليه مكافأة له، فوجد بغلته عطلًا، فدفع إلى غلامه الدرهمين ليشتري بهما لجاماً، فرأى‌ الغلام اللجام المسروق في السوق، قد باعه الرجل بدرهمين، فأخذه بالدرهمين وعاد إلى مولاه، فقال علي عليه السلام: