فبالرغم من أنّ اللَّه تعالى ضمن الرزق لجميع الأشخاص الذين يتحركون في طلب
المال والكسب، إلّاأنّ مقدار رزق كل واحد منهم يختلف عن الآخر، وذلك حسب قابلياتهم
وملكاتهم، لأنّ قابلية بعض الناس قليلة إلى درجة إذا تحسنت حالته المادية قليلًا
وازدادت أمواله بشكل مختصر، فإنّه سوف ينسى كل شيء حتى اللَّه تعالى ولذلك ينزل
الرزق كل بحسبه وبمقدار ظرفيته، لأنّ اللَّه حكيم وهذا هو مقتضى حكمته، وأضف إلى
ذلك فإنّ التفاوت في مقدار الرزق يعتبر نوعاً من الامتحان الإلهي ليتبيّن مَن من
الأغنياء يمد يد المساعدة للفقراء والمحتاجين، ومَن لا يكون كذلك؟ ونعلم أنّ
الامتحان يعمل على تحريك الإنسان في خط التكامل.