responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 478

القرآن برأيهم، ويعملون على فرض آرائهم على القرآن، هؤلاء لم يصلوا إلى مقام التسليم والإيمان الكامل، ألم يقبل هؤلاء الأشخاص بنبوة نبي الإسلام صلى الله عليه و آله؟ ألم يعتقدوا بعصمة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ .. إذا كانوا معتقدين بالنبوة والعصمة فيجب عليهم الإذعان أمام الأحكام الشرعية وقبول جميع ما صدر من النبي من أحكام وأوامر وتعاليم، وهذه الطاعة المحضة لا تتجلى في مقام الكلام واللسان بل يجب أن تنطلق من أعماق القلب وفي غير هذه الصورة، فهؤلاء ليسوا بمؤمنين، فإنّ مقام التسليم هو مقام شريف ومرتبة سامية، وقد انعكس ذلك في الروايات الإسلامية بشكل واسع، ونكتفي هنا بالإشارة إلى اثنين منها:

1. يقول الإمام الحسن المجتبى عليه السلام:

«مَنِ اتَّكَلَ عَلى‌ حُسْنِ الْاخْتِيارِ مِنَ اللَّهِ لَمْ يَتَمَنَّ أَنَّهُ فِي غَيْرِ الْحالِ الَّتي اخْتارَهَا اللَّهُ لَهُ» [1].

وطبقاً لهذه الرواية فإنّ مقام التسليم يعني: «الرضا بما قسم اللَّه تعالى للإنسان».

وتوضيح ذلك: إنّ المشاكل والأزمات التي يواجهها البشر في واقع الحياة أحياناً تكون ناتجة عن الجهل والقصور والتقصير في حركته وفهمه للحياة، وفي هذه الصورة يكون المقصّر هو الإنسان، ولا علاقة لذلك بالتقدير الإلهي، ولكن أحياناً تكون هذه المشاكل والأزمات التي يمرّ بها الإنسان، في حياته خارجة عن اختياره وخاضعة للتقدير الإلهى، هنا ينبغي عليه أن يتحرك في خط التسليم والطاعة والإذعان، لأنّ اللَّه تعالى هو الرحمن الرحيم والعالم والعادل والغني على الإطلاق ولا مسوغ له لإيقاع الإنسان في مشاكل خلافاً لمصلحة الإنسان نفسه، إنّ مقام التسليم فيما يعني من خضوع وإيمان يتجلى بشكل واضح في موقف الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.


[1]. بحار الأنوار، ج 75، ص 106.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست