responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 462

اتمام الحجّة ببعث الأنبياء:

وهذا الموضوع مهم جدّاً، لأنّه يبحث في علم «أصول الفقه» وكذلك يبحث أيضاً في «علم الكلام» و «علم الفقه».

وتوضيح ذلك: إنّ اللَّه تعالى أتم الحجّة علينا بطريقين، وبعبارة أخرى: إنّه تعالى أرسل إلينا نوعين من الرسل والأنبياء:

1. الرسول الباطني؛ وهو عقل الإنسان ووجدانه، فالعقل لدى الفقهاء يعتبر أحد الأدلة الأربعة، والعقل يعتبر الدليل الوحيد القابل للاعتماد في المسائل العقائدية والكلامية، أجل، إنّ اللَّه تعالى أتمّ الحجّة على البشر بوسيلة العقل والرسول الباطني.

2. الرسول الظاهري؛ والذي يعبر عنه أحياناً بالعقل الظاهر، وطبقاً لما ورد في المأثور إنّ اللَّه تعالى أرسل 124 ألف نبياً لهداية البشرية على طول المسار التاريخي.

ولكنّ النقطة المهمّة هنا أنّ الكثير من تعاليم الأنبياء يمكن فهمها وإدراكها بالعقل ومن ذلك يمكن الإشارة إلى المستقلات العقلية، ومن هذه المستقلات العقلية حسن الإحسان وقبح الظلم، ولا يوجد عاقل في أي زمان ومكان يتردد ويشك في قبح الظلم والعدوان على الآخرين وحسن الإحسان وإسداء الخير للآخرين، فحتى لو لم يسمع الإنسان بأي نبي ولم تصله تعاليمهم السماوية، فإنّه يدرك هذا الأمر بعقله وفطرته، والكثير من الواجبات والمحرمات تعتبر من مصاديق هذين العنوانين.

الغصب، السرقة، قتل النفس البريئة، الغيبة، هتك حيثية الآخرين، الغش في المعاملات، التطفيف في الميزان، الرشوة، الكذب، الخيانة وأمثال ذلك حرام بحكم العقل حتى لو لم تصلنا تعاليم أي نبي من الأنبياء الإلهيين في تحريم هذه الأمور، فإننا ندرك حرمتها بوضوح لأنّها جميعاً من مصاديق الظلم وفروعه، سواء الظلم للنفس أم الظلم للآخرين، فكلاهما قبيح.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست