responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 424

الإلهيّة والدين السماوي حيث تحمّل الكثير جدّاً من أنواع الأذى والتعذيب الجسمي والروحي، حتّى أنّه قال:

«ما اوذِيَ أَحَدٌ مِثْلَ ما اوذيتُ فِي اللَّهِ» [1].

وأشد أنواع الأذى الذي واجهه نبي الإسلام صلى الله عليه و آله هو الأذى الروحي والاتهامات وصنوف الشتائم والكلمات اللامسؤولة التي يسمعها دوماً من أعدائه المشركين، فيما تثيره من حالات نفسية قاسية وفيما تخلقه من أجواء متوترة بينه وبين الناس.

عطف اللَّه ورعايته:

إنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله تحمّل ما تحمّل من الأذى والمحن في سبيل نيل رضا اللَّه تعالى وتبليغ الدعوة الإلهيّة ونشر التعاليم السماوية، وفي مقابل كلّ هذا الإيثار والتحمّل والتضحية فإنّ اللَّه تعالى وهب لنبيّه الكريم صلى الله عليه و آله أشكال المحبّة والرعاية واللطف، وقد أشارت هذه السورة إلى موردين منها:

الأوّل: إنّ اللَّه تعالى بشّره بأنّ آخرتك أفضل من دنياك الزاخرة بالمشاكل والمصاعب‌ «وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى‌» وقد تقدّم تفصيل الكلام في هذه الآية.

والآخر: أننا سنعطيك مقام الشفاعة المطلقة في الآخرة «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى‌».

وهذه العناية الإلهيّة للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله في غاية اللطف والأهميّة، لأنّ أولياء اللَّه لا يفكرون فقط بعاقبتهم ونجاتهم والوصول إلى المقامات السامية عند اللَّه، بل يفكرون أوّلًا بإنقاذ الناس ويهتمون بنجاة أتباعهم، ثمّ يفكرون بنجاة أنفسهم، ومن هنا فعندما وهب اللَّه تعالى لنبيّه مقام الشفاعة المطلقة، فإنّ جميع الآلام والاتعاب والأذى قد زالت وانحسرت عن قلبه وروحه.


[1]. ميزان الحكمة، باب 83، ح 464.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست