وهذه الآيات توحي باهتمام الإسلام بعنصر التفكر والتأمل في أسرار وعجائب
الخلقة والطبيعة، والأقسام المذكورة بدورها تهدف لتفعيل القوى الفكرية في الإنسان
وإذكاء عقله في التدبّر في هذا العالم وما فيه من عجائب وأسرار بديعة.
عالم النجوم العجيب!
والنجوم بدورها لها عالم خاصّ، ولنا نحن البشر عالمنا الخاصّ أيضاً.
فمن جهتنا نحن البشر فإنّ النجوم تعتبر زينة السماوات، وأداة لهداية أهل الأرض
في الظلمات والدروب وفي المفاوز والصحارى والمتاهات في الأسفار الليلية، ففي
الماضي لم يكن البشر قد اخترع البوصلة، ولم تكن في الطرق البرية والبحرية أية
علامة يهتدي بها الإنسان للوصول إلى مقصوده، فلم تكن هناك وسيلة سوى النجوم لهداية
هذا الإنسان الحائر، ويقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة ويقول:
وما ورد في بعض الروايات من تشبيه الأئمّة المعصومين عليهم السلام بنجوم
السماء [3] فإنّه
من هذه الجهة أيضاً، لأنّ هذه النجوم الأرضية تهدي أفراد البشر المتحيرين والضالين
إلى خطّ الهداية والولاية والإيمان، وبإيجاز أنّ عالم النجوم في نظر الإنسان عالم
عجيب وزاخر بالأسرار.
إنّ النجوم لها عالم عجيب لنفسها أيضاً، لأنّ الكثير منها آهلة بالسكان،
وربّما
[3]. نقرأ في حديث عن أميرالمؤمنين
عليه السلام: «مثل أهل بيتي مثل النجوم» وفي حديث آخر عن نبي الإسلام صلى الله
عليه و آله يخاطب به الإمام عليّاً عليه السلام: «أنت نجم بني هاشم» (بحار
الأنوار، ج 24، ص 82).