responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 403

نسأل اللَّه تعالى في ذلك اليوم، وهو اليوم الذي يخرج فيه الناس من القبور وتعود الأرواح إلى الأبدان ويحضر الناس في محكمة المحشر العظيمة، أن نحضر في ذلك اليوم بأيدي مليئة بالأعمال الصالحة، ووجه مشرق، ونفس مطمئنّة.

النفس الأمّارة في كلام أميرالمؤمنين عليه السلام:

كان الإمام علي عليه السلام خبيراً بدقائق حيل النفس الأمّارة وتفاصيل إغوائها وأحابيلها، واستطاع أن ينتصر على هذه النفس في أطار مواجهتها والتصدي لها من موقع الإيمان والتقوى والاعتماد على اللَّه، وقد رسم لوحة دقيقة للنفس الأمّارة، فقال:

«النَّفْسُ الْأَمارَةُ الْمُسَوَّلَةُ تَتَمَلَّقُ تَمُلُّقَ الْمُنافِقِ، وَتَتَصَنَّعُ بِشيمَةِ الصَّديقِ الْمُوافِقِ، حتّى إِذا خَدَعَتْ وَتَمَكَّنَتْ تَسَلَّطَتْ تَسَلُّطَ الْعَدُوِّ» [1].

هنا نرى أنّ الإمام عليّاً عليه السلام ذكر خصوصيتين للنفس الأمّارة، والالتفات إليهما بإمكانه إنقاذ الإنسان من السقوط في أحابيلها وإبعاده عن شرّ وسوستها:

الاولى: إنّ النفس الأمّارة هي موجود «مسوّل» ومحتال وخدّاع، ففي البداية تظهر للإنسان مظاهر برّاقة وحديقة غناء فيما تصوره له من متاع دنيوي وملذات رخيصة، ثمّ تضرب ضربتها القاصمة.

والاخرى: إنّها ذات وجهين وتتعامل مع صاحبها من موقع النفاق والتظاهر، ففي البداية لا تبرز له وجهها الحقيقي ومكنوناتها الواقعية، بل تتحدّث معه بلغة المحبّة والصداقة والإخلاص، كيما تستطيع أن تصرف الإنسان عن خطّ العبودية والطاعة والإيمان وتخرجه من دائرة النور، مثلًا عندما لا يوفق الشخص للانفاق في سبيل اللَّه ويجد ألم سياط النفس اللوّامة تنهال عليه، فإنّ هذه النفس تقول له: (لا بأس‌


[1]. ميزان الحكمة، باب 3916، ح 20465.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست