responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 393

والتعاليم الإلهيّة من موقع الإخلاص والإيثار، ثوابهم في هذه الدنيا المحدودة وفي هذا العالم الضيّق؟ وكذلك هل يمكن إنزال العقاب الذي يستحقه الجناة والمجرمون الذين سفكوا دم أكمل الناس وأطهرهم في عصره، وهو الإمام الحسين عليه السلام، ومن معه من أصحابه وأبنائه بتلك الكيفية الوحشية، في هذه الحياة المحدودة؟

لابدّ من وجود عالم آخر تتسع مساحته وظرفيته لكلّ هذه العقوبات والمثوبات.

وعلى ضوء ذلك، فإنّ يوم القيامة هو ما يقتضيه العدل الإلهي، ومن هذه الجهة نرى الاهتمام الكبير بهذه الخصوصيات المهمّة ليوم القيامة في القرآن الكريم.

القسم الثاني: القسم بالضمير اليقظ

أمّا القسم الثاني في هذه الآيات فهو القسم بالنفس اللوامة، أي الضمير اليقظ والوجدان الحيّ في واقع الإنسان الذي يلومه في حال تلوث الإنسان بالخطيئة ووقوعه في خطّ الانحراف .. وهذا الوجدان في أعماق الإنسان له ثلاث حالات:

الحالة الاولى: النفس الأمّارة

أحياناً يكون وجدان الإنسان إلى درجة من الضعف والذبول بحيث إنّ الأهواء والشهوات تسيطر عليه وتقوده هنا وهناك وتأمر الإنسان بالتحرّك في خطّ الأهواء والرذائل والشهوات، ففي هذه الحالة يطلق على الوجدان بالنفس الأمّارة، وهي الحالة التي كانت تعيشها زليخا بعد أن استيقظت نفسها اللوامة واعترفت بتقصيرها وبخطيئتها وأخذت تلوم نفسها على ما بدر منها، وقالت: «وَمَا أُبَرِّى‌ءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ» [1].

إذن ينبغي أن يعوذ الإنسان باللَّه تعالى من شرّ هذه النفس الأمّارة بالسوء.


[1]. سورة يوسف، الآية 53.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست