responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 387

في الآيات اللاحقة من موقع البرهنة وإثبات هذه الحقيقة بآليات الاستدلال العقلي أيضاً، وتقول الآيات:

«تَنزِيلٌ مِّنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ» [1].

أي إذا ادّعى شخص النبوّة وأقام المعجزة على ذلك، فإن كان كاذباً فإنّ مقتضى قاعدة اللطف هو أن يفضحه اللَّه تعالى، وإذا لم يهلكه أو يفضحه فيتبيّن أن هذا الشخص هو رسول اللَّه واقعاً ونبيّ إلهي، فالآيات الشريفة المذكورة تشير إلى هذه الحقيقة، وهي أنّ القرآن لو كان من صنع النبيّ ومن نتاج فكره وذهنه، فنحن لا نمهله لحظة بل سنقوم بإهلاكه وقطع وريد قلبه، وبما أنّ اللَّه تعالى لم يصنع مع نبيّه الكريم صلى الله عليه و آله ذلك، بل تحرّك على مستوى تسديده وتأييده في موارد مختلفة، فيتبيّن من ذلك أن ادّعاءه صادق وأن كتابه سماوي.

النتيجة أنّ اللَّه تعالى ولإثبات حقانيّة القرآن الكريم، لم يقنع بالقسم، بل تحرك من موقع بيان هذه الحقيقة بالبرهان العقلي المحكم والذي يقوم على أساس قاعدة اللطف.

من هو الكريم؟

ويصف اللَّه تعالى جبرائيل الأمين في هذه الآية الشريفة بكلمة «كريم»، ومن هنا نرى من المناسب تقديم بحث مختصر عن هذه الفضيلة الأخلاقية العالية.

إنّ صفة «كريم» تارةً تطلق على اللَّه تعالى، كما نقرأ ذلك في الآية 40 من سورة النحل، وتارةً توصف بها الملائكة، كما ورد ذلك في الآيات التي تصف جبرائيل الأمين بهذه الصفة، وفي بعض الموارد وردت هذه الكلمة كصفة مميزة للأنبياء


[1]. سورة الحاقة، الآيات 43- 46.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست