responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 371

ج) الأشخاص الذين تجمعوا في بيت أبي سفيان.

وعلى ضوء ذلك فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد منح أبا سفيان امتيازاً خاصّاً وأطفأ نار الحرب المتقدة بين المسلمين والمشركين وبذلك منع سفك الدماء في مكّة واستسلم له المشركون. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا امتنع الإمام علي عليه السلام من اعطاء مثل هذه الامتيازات لمعاوية وطلحة والزبير في زمان خلافته وفضل الحرب على منحهم مثل هذه الامتيازات؟

الجواب: إنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عندما منح أباسفيان هذا الامتياز المذكور، فإنّه قد حرمه من سائر المناصب الحكومية ومقاليد الحكم في الحكومة الإسلامية، في حين أنّ معاوية وطلحة والزبير لم يرضوا بمثل هذا الامتياز، فكانوا يريدون حصّة من الحكومة الإسلامية، ولو وافقهم الإمام علي عليه السلام على ذلك فسوف يفضي الأمر إلى تقسيم وتقطيع أوصال المجتمع الإسلامي واهتزاز الحكومة الإسلامية، فلو أنّ الإمام عليّاً عليه السلام أمضى‌ حكومة معاوية على الشام، فلا شك في أنّ معاوية سيفصل الشام عن الحكومة الإسلامية ويجعلها إمارة مستقلة.

وعلى هذا الأساس فكما أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أعطى لأبي سفيان امتيازاً لغرض حفظ الحكومة الإسلامية، فإنّ الإمام عليّاً عليه السلام من أجل هذا الغرض نفسه، أي حفظ الحكومة الإسلامية، لم يمنح هؤلاء امتيازاً.

العلاقة بين الأقسام والمقسم له:

رأينا فيما تقدّم أنّ اللَّه تعالى أقسم بجميع التراث البشري المدوّن على امتداد التاريخ، ويشمل جميع ما كتبه العلماء والمؤرخون في جميع القرون والأعصار، وأقسم بجميع آلات الكتابة بأنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله يمتاز بخلق عظيم وسيرة حسنة.

والآن ربّما يثير البعض هذا السؤال، ما هي العلاقة بين القلم والخلق الحسن؟

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست