أخبارهم غير مطابقة للواقع، وبعض تلك الأخبار ذات طابع شمولي وكلي بحيث تقبل
الانطباق على كل شخص، مثلًا يقولون: «إنّ عدوّك يتربص بك الدوائر» أو «إنّ أحد
جيرانك يضمر لك العداوة» أو «إنّ الخطر يهدد حياتك» وأمثال ذلك من العبارات الكلية
التي ربّما يواجهها كل إنسان في واقع الحياة والمجتمع، فمثل هؤلاء الأشخاص يتحركون
في هذا السبيل لتحقيق مطامعهم المادية ومآربهم الدنيوية، ويقال عنهم «كهنة» وعملهم
«الكهانة» ومن أجل مواجهة الإسلام كان المشركون وأعداء الإسلام يتهمون نبي الإسلام
صلى الله عليه و آله بالكهانة.
ونقرأ في الآية 29 من سورة الطور بيان هذه الحقيقة في ردّ تلك التهمة الدنيئة:
هنا نرى أنّ كلام الكفّار واتهامهم هذا للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله
يتضمن تناقضاً وتهافتاً، لأنّ الشاعر لا يتناسب مع المجنون، فالشاعر هو الشخص
المطلع على فنون الشعر ولطافته وعالِم بآليات البلاغة والكناية والتشبيه
والاستعارة ويملك قريحة شعرية وحس أدبي مرهف، في حين أنّ المجنون لايستطيع تشخيص
أي واحدة من هذه الأمور.
إنّ هذه الاتهامات الباطلة تعدّ من أهم ما قيل ونسب للنبي الأكرم صلى الله
عليه و آله من قِبل المشركين في مكّة، وقد أجاب اللَّه تعالى عن هذه التهم ودفع
هذه الأقاويل