responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 333

وتأسيساً على ذلك فإنّ الإسلام يرى في الجهاد عنصراً دفاعياً لصد هجوم الأعداء والحيلولة دون سفك الدماء، وفيما إذا اجبر المسلمون على خوض الحرب بسبب طغيان قوى الشر والضلالة، فإنّ هذا العمل إنّما يجوز بمقدار الضرورة، وفي كل وقت أعلن العدو عن ندمه وانسحابه وأراد الصلح واقعاً فينبغي على المسلمين ترك الجهاد والتحرك في خط السلم والصلح والهدنة.

النتيجة، إن الجهاد في المفهوم الإسلامي لا يعني القتل وسفك الدماء، بل يمثّل نظاماً دفاعياً قويّاً كما في النظم الدفاعية في الطبيعة وفي بدن الإنسان وسائر الموجودات، فالحياة بدون دفاع ليست لها القابلية للتواصل والاستمرار، فالاستعداد الدفاعي يؤدي إلى منع وقوع الحرب وإخافة العدو والحيلولة دون التفكير في شن الحرب على المسلمين، وقيمة مثل هذا الجهاد عالية جدّاً إلى درجة أنّ اللَّه تعالى لم يقسم فقط بالمجاهدين المضحين وخيلهم، بل بالشرر الحاصل من اصطكاك حوافر الخير مع الصخر في ميدان القتال.

ربّناا! وفقنا للجهاد في سبيلك في جميع ميادين الحياة وجبهات الدفاع عن الإسلام والمسلمين.

لماذا هذه الأقسام؟

إنّ اللَّه تعالى ومن أجل إلفات نظر الناس إلى أمرين مهمين يمثّلان نقطة ضعف في الإنسان، أقسم بهذه الأقسام الثلاثة:

الأمر الأوّل: حالة الكفران في الإنسان‌

«إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» [1].

وقد ذكر المفسّرون لكلمة «كنود» عدّة معانٍ منها:


[1]. سورة العاديات، الآية 6.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست