responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 258

القضايا العقائدية للمسلمين، وهذا المنهج تقتضيه الحكمة وقاعدة اللطف لأنّ مرحلة النبوة في مكّة كانت بمثابة مرحلة بناء الأسس العقائدية وتقوية البنى التحتية في عقيدة المسلم، ومن هذه الجهة وكما صرحت به الروايات الشريفة، كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ولمدّة عشر سنوات في مكّة يهتم بإبلاغ أصل الرسالة السماوية الذي يتمحور حول شعار لا إله إلّااللَّه، وتحمل جميع صنوف الأذى والحرمان والمحاصرة والتهم وسائر المشاكل الأخرى من أجل تجسيد هذا الشعار الأساسي في واقع الحياة والإنسان.

أمّا السور المدنية فإنّها لا تتحرك بهذا الاتجاه، وليست ناظرة لهذا الهدف بل ناظرة في الغالب إلى‌ المسائل الاجتماعية والأخلاقية، الأحكام، الآداب، الحرب والصلح، والمسائل المتعلقة بفروع الدين أو بالحكومة الإسلامية ومقتضياتها وما تثيره من مسائل وتقتضيه من أحكام.

2. الفارق في الشكل والصياغة

إنّ سياق السور المكّية وصياغة آياتها زاخرة بالحيوية مع أنّها قصيرة، أي أنّ الآيات المكيّة في هيئتها وسياقها البلاغي ذات لحن شديد ومقرع، خلافاً للسور المدنية التي تكون آياتها طويلة وذات سياق ملائم وليّن وهادى‌ء، وهذا أحد جوانب فصاحة القرآن وبلاغته، إنّ اللَّه تعالى ينزل الآيات الكريمة بحسب تناسب الأوضاع والظروف في الواقع الخارجي والاجتماعي، ففي مكّة كانت المواجهة حاسمة بين نبي الإسلام صلى الله عليه و آله والمشركين، ولهذا جاءت الآيات قصيرة وحاسمة وشديدة اللهجة، ولكن في المدينة حيث كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يتواصل في حركة الحياة مع المسلمين ويعيش بعيداً عن أجواء الشرك والكفر، فإنّ سياق الآيات تغيّر وانعطف نحو الليونة والهدوء ونزلت الآيات طويلة نسبياً، ومن أجل إثبات هذا

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست