والعجز، فكل مرحلة من هذه المراحل تختزن دروساً وعبراً مهمّة يمكن للإنسان
استخلاصها من خلال التفكّر والتأمل في حركة الإنسان والحياة.
أمّا القسم الإلهي بالوالد وولده، بهذه الصياغة «وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ» مع أنّه بالإمكان استخدام مفردات ومصطلحات معدلة لهاتين الكلمتين وبنفس
المضمون، فهذا يشير إلى اهتمام القرآن الكريم بمسألة الولادة، ولذلك من المناسب أن
نفتح صفحة خاصة لنبحث عن عالم الجنين ولو بشكل مختصر لأنّ مطالعة هذه المرحلة من
حياة الإنسان تمثّل فصلًا من دروس التوحيد ومعرفة اللَّه تعالى.
إنّ جلّ المفسّرين بل ربّما كلّهم قالوا: إنّ المقصود بالظلمة الأولى «بطن
الام» والظلمة الثانية التي تقع داخل هذه الظلمة هي «الرحم»، والظلمة الثالثة داخل
الرحم هي «المشيمة» والمشيمة جلد قوي يغطي الجنين وفي داخله سائل لزج بحيث إنّ
الجنين يسبح فيه، لأنّ أعضاء الجنين إلى درجة من اللطافة والليونة بحيث ربّما تصاب
بضرر بأدنى احتكاك بين الأعضاء نفسها، ولذلك فالجنين معلّق في ذلك السائل الخاص
ويعيش حالة انعدام الوزن، فإذا واجهت الأُم صدمة أو سقطت على الأرض فإنّ ذلك لا
يعرّض الجنين للخطر، وقد خلق اللَّهتعالى هذا الجنين في هذه