عندما يقسم اللَّه تعالى بالسماء وبيوم القيامة وبالشاهد وبالمشهود، يتحدّث
بعد ذلك عن إهلاك الظالمين وقوى الشرّ والضلالة،، ومعنى هذا الكلام أنّ هذا
العالم يخضع في حركاته وسكناته إلى نظام دقيق وحساب أكيد، وأنّ الظالمين سينالون
جزاءهم العادل في نهاية المطاف، وأصحاب الأخدود نالوا جزاء أعمالهم الشنيعة في هذه
الدنيا وهلكوا عن آخرهم، ولذلك ينبغي أخذ العبرة من هذه القضية ومراقبة أعمالنا
وحركاتنا والسعي الجاد للابتعاد عن خط الانحراف والظلم وسلوك طريق الحق والعدل
والإيمان.
ولا ينبغي للإنسان الخضوع لوساوس الشيطان والسقوط في فخ من يقول: (إنّ الدنيا
نقد والآخرة نسيئة، ولا ينبغي أن نضحي بالنقد من أجل النسيئة) لأنّه ربّما يتورط
الإنسان بجزاء أعماله السيئة في هذه الدنيا قبل العذاب الإلهي في الآخرة، ولاسيما
إذا قرأنا الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال:
«إنّ العمل السيء أسرع في صاحبه من
السكين في اللحم» [1].