وطبقاً لهذه الآية الشريفة يكون الشاهد هو أعضاء الإنسان التي تشهد على
أعماله، والمشهود هو أعمال الإنسان.
ج) الشاهد هو «النبي الأكرم صلى الله عليه و آله»
والمشهود «يوم القيامة». فالنبي الأكرم صلى الله عليه و آله يشهد على حتمية تحقق
يوم القيامة.
فالشاهد والمشهود طبقاً لكل واحد من هذه التفاسير الثلاثة المذكورة يحظى
بأهميّة بالغة، ومن هنا أقسم اللَّه تعالى بهما.
سؤال: إنّ اللَّه تعالى عالم بجميع الأشياء والأمور،
فلماذا يحتاج في يوم القيامة إلى من يشهد في محكمته على البشر وأعمالهم؟ وما هو
وجه الحاجة من الشهود؟
ولماذا لا يحكم اللَّه تعالى بعلمه على أهل النار بالعقاب وعلى أهل الجنّة
بالثواب؟
الجواب: إنّ اللَّه تبارك وتعالى يحكم في ذلك اليوم
وفقاً للموازين العادلة وطبقاً للمحاسبات الدقيقة بحيث لا يبقى أي شك وشبهة في
عدالته بين جميع أفراد خلقه ولكي تكون أعمال البشر هي الحاكمة عليهم.
النتيجة، أنّ اللَّه تعالى أقسم في سورة البروج بالسماء وبيوم القيامة والشاهد
والمشهود.
شرح وتفسير المقسم له:
إنّ الغرض من هذه الأقسام الأربعة هو بيان هذه الحقيقة التاريخية الحاسمة، وهي
أنّ مَن مارسوا تعذيب الأبرياء قد نالوا جزاء أعمالهم، «قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ».