المحاكمة الاخروية والحساب والكتاب في ذلك اليوم، ومع جميع مواطن القصور
والضعف فإنّها تؤدي دورها في التخفيف والمنع من الكثير من أشكال الجريمة والجنوح.
والآن إذا كانت الرقابة على الناس في هذه الدنيا كاملة ودائمية ولا أحد
بإمكانه التخطي عنها والافلات منها، ولا يوجد أي قصور أو ضعف في محكمة العدل
الإلهي يوم القيامة، و لا تقبل من أي شخص شفاعة وتوصية ولا يوجد فيها أي تلاعب
واحتيال على القانون، وكان الإنسان يؤمن بهذه الحقيقة إيماناً قاطعاً، فسوف تعيش
البشرية أجواءً أخرى من الخير والصلاح والانفتاح على المُثل الإنسانية والقيم
الأخلاقية، ومن هنا فإنّ اللَّه تعالى في القرآن الكريم أكّد كثيراً على هذين
الأصلين المهمين: المبدأ والمعاد، وما يتفرع عنهما من مقولات وقضايا وأحكام، ويقرر
أنّ أهم وظيفة للأنبياء الإلهيين وأوصيائهم تبليغ وإشاعة هذين الأصلين في الوعي
العام وتبليغ الأحكام التي ترتبط بهذين الأصلين في حركة الحياة والإنسان.
الحساب الدقيق لكل شيء:
إنّ التعادل والتوازن في جميع الأمور والأعمال في حركة الإنسان، ممّا أكّد
عليه الإسلام، ويعتبر الإمام علي عليه السلام الأشخاص الذين يعيشون الانحراف عن
جادة الاعتدال ويسلكون في حياتهم مسالك بعيدة عن الاتزان، أشخاصاً جاهلين بعواقب
هذه السلوكيات المنحرفة، ويقول: