responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 181

البشر بوفرة وبالمجّان وبالمقادير الكافية، وبالتالي فإنّ هذه الأمور تختزن دروساً في التوحيد ومعرفة اللَّه فيما تفرزه من معطيات وبركات عظيمة لحياة الإنسان والمجتمع البشري، والآن ينبغي التوجه لتفسير المقسم له، ليتبيّن ما هو الغرض من القسم بهذه الأمور المهمّة.

إنّ متعلق القسم في هذه الأقسام يوم القيامة، وللتأكيد على حتمية وقوع هذا اليوم: «إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ» وأيضاً عدم تأخر الوعد الإلهي في قضية الثواب والعقاب للأشخاص الصالحين والطالحين في ذلك اليوم الموعود: «وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ».

إنّ ما نستوحيه من الآيات المذكورة هو أنّ عالم الوجود يخضع لحساب دقيق، وأنّ اللَّه حكيم، وعلى هذا الأساس ففي التشكيلة التي يقوم على تدبير أمورها مدير حكيم وتقوم هذه التشكيلة في تفاصيلها على أساس النظام الدقيق والتخطيط المدروس، فلا شك من تحقق الوعود التي يفرضها ويقررها ذلك المدير المدبّر، مضافاً إلى ذلك فعليكم أيضاً أن تتحركوا في واقع الحياة من مواقع الإنسجام والتناغم مع هذه التشكيلة العظيمة ومع حركة الكائنات، وبذلك تحققوا لأنفسكم وحياتكم نظاماً وتدبيراً جيداً، وينبغي عليكم الوفاء بعهودكم وعدم نقضها أو التخلف عنها حتى لو كان الوفاء بذلك الوعد يلحق بعض الضرر أو الخسارة بكم.

العلاقة بين الأقسام والمقسم له: أهميّة المبدأ والمعاد

نظراً إلى أنّ الأقسام المذكورة وطبقاً لكلا التفسيرين، تعكس في مضمونها آيات إلهيّة ومعالم ربوبية في واقع الكون والطبيعة، فيما تحكيه عن مفهوم التوحيد ومعرفة اللَّه، والمقسم له بدوره يعكس في مضمونه مسألة المعاد والحياة بعد الموت، ومن هنا تتبيّن وتتضح العلاقة بين هذين الأمرين، لأنّ العلاقة بين المبدأ والمعاد تكاد تكون بديهية.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست