responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 153

فلسفة أعمال الحج:

إنّ الاجتماع السنوي العظيم للحج يختزن حِكم وغايات متعددة، ونشير هنا إلى ثلاث منها:

1. الغاية الأخلاقية

إذا أدى الحاج مناسك الحج بكيفيتها الواقعية، فلا شك في أنّه يعود إلى وطنه بعد الحج وهو يعيش النقاء في قلبه والصفاء في وجدانه وعمق الإيمان في روحه، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في بيان هذه الحقيقة:

«مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ ... خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [1].

وذلك لأنّ هذا الإنسان عندما يشترك في تلك المناسك الإلهيّة يجد نفسه فارغاً من زخارف الدنيا وقيودها ولا يجد في نفسه رغبة وميلًا لحطام الدنيا، مثلًا لا يستعمل العطر، أو لا يمشط شعره وحتى لا ينظر لنفسه بالمرآة.

ومنذ ظهر يوم التاسع إلى ليلة العاشر يقف في صحراء عرفات (حيث لا يجب عليه شي‌ء سوى البقاء في هذا الموطن) ويفكر فيما مضى من حياته وما عمله في هذه المدّة من سيئات وما ارتكبه من ذنوب وخطايا ويتوب منها ويعزم على جبران ما فاته بالأعمال الصالحة في المستقبل، ويفكر في أمره وما يهدف إلى عمله في المستقبل، فإنّه يسد بذلك نوافذ الشيطان ولا يبقي له طريقاً للتدخل في شؤونه ونواياه، ثم تحلّ ليلة العاشر في المحشر الحرام التي تشبه صحراء المعشر، فيفكر بحقارة الدنيا وتفاهتها وكيف أنّ هذه الدنيا الحقيرة قد أسرته وقيدته بقيودها، فيشعر بالخجل من ذلك ويعزم على إصلاح الخلل وجبران القصور.


[1]. عوالي اللئالي، ج 1، ص 426، ح 113.

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست