responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 106

النتيجة، وطبقاً لهذه التفاسير المختلفة لهذه الأقسام الخمسة الواردة في بداية سورة الطور، والتي ذكرنا ثلاثة تفاسير منها، فالظاهر أنّ التفسير الثاني هو الأنسب مع سياق الآيات والمفاهيم والأكثر انسجاماً مع المفاهيم القرآنية، لأنّه طبقاً لهذا التفسير فإنّ الارتباط المنطقي بين هذه الأقسام والمقسم له أوضح وأكثر معقولية.

المحور الثاني: المقسم له‌

بعد ذكر الأقسام الخمسة يتحرك القرآن الكريم للحديث عن العذاب الإلهي العظيم وأنّه حقيقة لا مجال للريب فيها، ونكتفي هنا بالاجابة عن سؤالين في هذا المجال:

السؤال الأوّل: ما هو هدف اللَّه تعالى من تعذيب المجرمين؟ فلو أنّ جميع أفراد البشر في العالم تحركوا في خط الكفر والشرك فإنّ ذلك لا يؤثر شيئاً في عظمته وكبريائه، كما أنّهم لو عاشوا الإيمان واعتنقوا الإسلام بأجمعهم فإنّ ذلك لا يزيد من عظمته وجلالته وكبريائه، فعندما لا يؤثر كفر الناس وإيمانهم شيئاً بالنسبة للذات المقدّسة، فلماذا يعاقب اللَّه تعالى هؤلاء العصاة والمتمردين؟

الجواب: إنّ العقوبات الإلهيّة على ثلاثة أقسام:

أ) إنّ بعض هذه العقوبات ناشئة من خصوصيات أعمالنا وانعكاسات آثارها في العالم الآخر، وبعبارة أخرى، إنّ هذه العقوبة بمثابة الأثر الوضعي للعمل، فالشاب الذي يتناول المخدرات لمدّة أسبوع مثلًا فإنّه يعتاد عليها ولا يستطيع بعد ذلك اجتنابها، فهذا الشاب قد ألحق الضرر بنفسه وأهدر عمره وشبابه بسبب هذه الأيّام المعدودة التي تناول فيها المخدرات، فهذا الاعتياد وتلف العمر وضياعه يعتبر من النتائج الحتمية والآثار الوضعية لعمل هذا الشخص، فلا يمكن اجتناب هذه النتيجة بعد أن تناول هذا السم المهلك بيده واختياره، فالشخص الذي يقضي ساعة من‌

نام کتاب : الأقسام القرآنية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست