قال العلامة الشيخ شعيب أبو مدين العمراوى في «الروض الفائق في المواعظ و الرقائق» (ص 248 ط مطبعة الاستقامة بالقاهرة) و روى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال: جاء أعرابى الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأناخ ناقته على باب المسجد ثم دخل، فقعد بإزاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما قضى اربه و أراد أن يقوم قال أناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه الناقة التي مع الأعرابي مسروقة، فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال له: ما تقول؟
فأطرق رأسه و جعل يضرب الأرض بسبابته، فأنطق اللّه تعالى الناقة من وراء الباب، فقالت يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحق بشيرا و نذيرا ما سرقني هذا الرجل و انما سرقني غيره و ان هذا ابتاعنى بماله و انه لبرئ غير آثم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم للأعرابي:
بالذي أنطقها ببراءتك ما قلت حين أطرقت برأسك و ضربت الأرض بسبابتك؟ فقال: يا رسول اللّه قلت: اللهم لست برب استحدثناك و لا معك شريك في ملكك أعانك على خلقنا أنت كما تقول و فوق ما نقول أسئلك يا رب أن تصلى على محمد و على آل محمد و تبرئنى ببراءة مما أنا فيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: و الذي بعثني بالحق لقد رأيت الملائكة ازدحموا على أفواه السكك يكتبون مقالتك، فمن أصابه مثل ما أصابك، فقال مثل مقالتك برأه اللّه تعالى مما نزل به.