روى عن الواقدي قال: دخلت يوما على هارون الرّشيد و عنده الشّافعي و محمّد بن أبي يوسف و محمّد بن إسحاق فقال للشافعي: كم تحفظ من فضائل عليّ؟ فقال:
خمسمائة حديث، و قال لمحمّد بن أبي يوسف: كم تحفظ من فضائل عليّ؟ قال:
ألف حديث بل أزيد، و قال لأبي إسحاق: كم تحفظ من فضائل عليّ؟ قال: أحاديث متواترة لو لا مخافة الخليفة لذكرتها فقال هارون: اذكرها و لا تخف فقال:
خمسة عشر ألف حديث مسند و خمسة عشر ألف حديث مرسل. فقال هارون: أخبركم بفضيلة فيه رأيتها بعيني ثمّ قال: كتب إليّ عامل دمشق يخبرني عن خطيب كان يشتم عليّا فطلبته و سألته عن ذلك، فقال: إنّي أشتمه لقتله آبائنا فقلت له:
كلّ من قتله عليه السّلام كان بأمر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إذا أبغضه أيضا فأمرت أن يضربوه مائة سوط ثمّ حبسته في بيت مقفّل و كنت افكّر في كيفيّة قتله فنمت فرأيت في المنام إنّ أبواب السّماء انفتحت و نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و بيده كأس من الماء فنادى: من كان من شيعة عليّ فليقم. فقام أربعون منهم فأسقاهم منه ثمّ أمر بإحضار الخطيب الدّمشقي فلمّا جيء به نظر إليه عليّ فقال: اللّهم امسخه فتحوّل وجهه بصورة الكلب فانتبهت من النّوم فأمرت بإحضاره ففتحوا باب البيت الّذى فيه الخطيب فلم نجد فيها إلّا كلبا يشبه أذنه أذن الإنسان فقلت له: كيف رأيت عقوبة ربّك؟ فأطرق رأسه و سالت الدّموع من عينيه.
قال الواقدي: فأمر الخليفة بإحضار الكلب فأرانا إيّاه. فقال الشافعي: تنحوا عنه لا نأمن من نزول العذاب فلمّا ردّوه إلى البيت نزلت صاعقة فأحرقته.