responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 8  صفحه : 724

قال: كنّا مع عليّ كرم اللّه وجهه في مسيره إلى الشّام حتّى إذا كنّا بظهر الكوفة من جانب هذا السّواد عطش النّاس فانطلق بنا عليّ كرم اللّه وجهه حتّى أتى إلي صخرة ضرس في الأرض فأمرنا بقلعها فقلعناها فخرج لنا من تحتها ماء فشرب النّاس و ارتووا ثمّ أمرنا فأكفاناها عليه و سار بالنّاس حتّى إذا مضى قليلا قال عليّ:

أمنكم أحد يعلم مكان هذا الماء الّذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين قال:

فانطلقوا اليه فانطلق منا رجال ركبانا و مشاتا حتّى انتهينا إلى المكان الّذى ترى الصخرة فيه فطلبناها فلم نجدها ثمّ انطلقنا إلى دير قريب منّا فسألناهم أين هذا الماء الّذى عندكم؟ قالوا: ليس قربنا ماء فقلنا: إنّا شربنا منه قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، فقال رئيس الدّير: و اللّه ما بنى هذا الدّير إلّا بذلك الماء و ما استخرجه نبيّ أو وصيّ نبىّ ثمّ سار بنا حتّى أتى الرقة و لمّا نزل عليّ كرّم اللّه وجهه الرّقة نزل بموضع يقال له: البلخ على جانب الفرات فخرج راهب هناك من صومعته فقال لعليّ كرّم اللّه وجهه: إنّ عندنا كتابا ورثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى ابن مريم عليهما السّلام ما أملاه عيسى عن اللّه تعالى أعرضه عليك قال: نعم فقرأ الرّاهب الكتاب المترجم بالعربيّة بسم الله الرحمن الرحيم الّذى قضى و سطر فيما قدر إنّني باعث في الاميّين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب و الحكمة و يدلّهم على سبيل اللّه لا فظّ و لا غليظ و لا صخّاب في الأسواق و لا يجزي بالسيئة بل يعفو و يصفح و امّته الحمادون الّذى يحمدون اللّه على كلّ نشز و على كلّ صعود و هبوط و تذلّل ألسنتهم بالتّكبير و التهليل و التسبيح و ينصره اللّه على من عاداه و اختلفت أمته من بعده ما شاء اللّه فيمرّ رجل هو وصيّه و صالح أمّته على شاطي الفرات يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يقضي بالحقّ و الدّنيا أهون عليه من الرّماد في يوم عصفت به الرّيح و الموت أهون عنده من شرب الماء على الظمآن يخاف اللّه في السرّ و العلانية و ينصح الأمة لا يخاف في اللّه لومة لائم فمن أدرك ذلك النّبيّ من أهل هذه البلاد فآمن به كان‌

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 8  صفحه : 724
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست