و في حديث عليّ رضوان اللّه عليه: أنّه حمل على عسكر المشركين، فما زالوا يبقطون اي يتعادون إلى الجبال متفرقين. البقط: التفرقة.
و منها ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن ابى الحديد المدائني في «شرح النهج» (ج 1 ص 16 ط القاهرة) قال: و انتبه معاوية يوما فرأي عبد اللّه بن الزّبير جالسا تحت رجليه على سريره فقعد فقال له عبد اللّه يداعبه: يا أمير المؤمنين لو شئت أن أفتك بك لفعلت فقال:
لقد شجعت بعدنا يا أبا بكر قال: و ما الّذي تنكره من شجاعتي و قد وقفت في الصف إزاء عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: لا جرم انّه قتلك و أباك بيسرى يديه و بقيت اليمني فارغة يطلب من يقتله بها، و جملة الأمر ان كلّ شجاع في الدّنيا إليه ينتهي و باسمه ينادي في مشارق الأرض و مغاربها-.
و منها ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب المشتهر بالجاحظ المتوفى سنة 255 في كتابه «البيان و التبيين» (ج 3 ص 83 ط الشيخ حسن بمصر) قال:
عن زجر بن قيس بن مالك الجحفي قال: قدمت المدائن بعد ما ضرب عليّ ابن أبي طالب رحمه اللّه فلقيني ابن السوداء و هو ابن حرب فقال لي: ما الخبر؟
قلت: ضرب أمير المؤمنين ضربة يموت الرّجل من أيسر منها و يعيش من أشدّ منها