بما سمع، فقام ستّة ممن عن يمينه من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ستة ممّن على شماله من الصحابة أيضا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول ذلك اليوم و هو رافع بيدي عليّ عليه السّلام: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله، و أحبّ من أحبّه، و أبغض من أبغضه.
القسم الحادي و العشرون ما روى مرسلا
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المؤرخ الشهير أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في «الأنساب» في (الجزء الاول) قال:
قال عليّ عليه السّلام على المنبر: أنشدت اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ: اللّهم وال من والاه، و عاد من عاده، إلّا قام فشهد، و تحت المنبر أنس بن مالك و البراء بن عازب و جرير بن عبد اللّه البجليّ، فأعادها فلم يجبه أحد، فقال: اللّهم من كتم هذه الشهادة و هو يعرفها فلا تخرجه من الدّنيا حتّى تجعل به آية يعرف بها، فبرص أنس و عمى البراء و رجع جرير أعرابيّ «بياظ» بعد هجرته فأتى السراة فمات في بيت امه.
و منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في «المعارف» (ص 194 ط أصلان افندى بمصر) قال: أنس بن مالك كان بوجهه برص، و ذكر قوم أنّ عليّا رضي اللّه عنه سأله عن قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: اللّهم وال من والاه، و عاد من عاداه، فقال: كبرت سنّي