يا عليّ انّ فاكهة الجنّة لا يأكل منها في الدنيا الّا النّبيّون و الأوصياء و أولادهم
[القسم الرابع عشر ما نرويه عن واحد من اعاظم محدثى العامه]
يد- ما
رواه القوم منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن احمد الحنفي الموصلي الشهير المتوفى سنة 680 في كتابه «در بحر المناقب» (ص 19 المخطوط) و من فضائله عليه السّلام انّه لمّا سار إلى صفين أعوز أصحابه الماء فشكوا إليه عليه السّلام فقال: سير وافي هذه البريّة و اطلبوا الماء، فساروا يمينا و شمالا و طولا و عرضا فلم يجدوا ماء و وجدوا صومعة فيها راهب فبادروه و سألوه عن الماء، فذكر أنّه يجلب إليه في كلّ أسبوع مرّة واحدة فرجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأخبروه بما قاله الرّاهب، فقال عليه السّلام: ألحقوني، ثمّ سار غير بعيد و قال: احفروا هاهنا فحفروا فوجدوا صخرة عظيمة فقال: اقلبوها تجد الماء تحتها، فتقدّم إليها أربعين فلم يحرّكوها، فقال عليه السّلام: إليكم عنها و حرّك شفتيه بكلام لم نعلم ما هو ثمّ دحاها إلى الهواء كالأكرة في الميدان، فقال الرّاهب و هو ناظر إليه و مشرف عليه:
من أنت يافتى؟ فنحن عندنا في كتبنا انّ هذا الدّير بني على هذا البئر و العين و انّها لا يعلم بها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ فأيّهما أنت؟ فقال: أنا وصيّ خير الأنبياء أنا وصيّ سيد الأنبياء، أنا وصيّ خاتم الأنبياء، أنا ابن عمّ قائد الغرّ المحجلين عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، فلمّا سمع الرّاهب نزل من الصومعة و خرج و هو يقول: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم رسول اللّه و أنّ عليّ بن أبي طالب وصيّه و خليفته من بعده، و شربوا المسلمين من العين و مائها أبيض من الثلج و أحلى من العسل، فشربوا منه و سقوا خيولهم و ملئوا رواياهم ثم عاد عليه السّلام الصخرة إلى موضعها ثمّ ارتحل من عين ناحوما إلى ديارهم.
[القسم الخامس عشر ما نرويه عن واحد من اعاظم محدثى العامه]