عنه من الفراش، و استدعى بامرأة له أخرى من بني أسد فنامت عنده. قالت المرأة الثانية الأسدية: و اللّه ما زلت أرى النور ساطعا من تلك الاجانة إلى السماء، و طيور بيضا ترفرف حولها. فلما أصبح غدا به إلى ابن زياد فأحضره بين يديه، و قال إنه كان معه رءوس بقية أصحابه و هو المشهور. و مجموعها اثنان و سبعون رأسا، و ذلك أنه ما قتل قتيل إلّا احتزوا رأسه و حملوه إلى ابن زياد، ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية إلى الشام.
و منهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه:
«الحسن و الحسين سبطا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم» (ص 131 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
أقبل خولي بن يزيد الأصبحي برأس الحسين- فذكر مثل ما تقدم عن «استشهاد الحسين عليه السلام» باختلاف قليل و زيادة و نقصان.
الاختلاف في مدفن الرأس الشريف
رواه جماعة:
فمنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان البستي السجستاني في «تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار» (ص 67 ط بيروت) قال:
و حمل رأس الحسين إلى الشام و كان له يوم قتل ثمان و خمسون سنة. و قد قيل:
ست و خمسون سنة. و الذي قتله يومئذ سنان بن أنس النخعي لعنه اللّه. و كان الحسين يخضب بالسواد. و اختلف في موضع رأسه، فمنهم من قال: إن رأسه على رأس عمود في مسجد جامع دمشق عن يمين القبلة و قد رأيت ذلك العمود و منهم من زعم أن رأسه في البرج الثالث من السور على باب الفراديس بدمشق و منهم من زعم أن رأسه في قبر معاوية و ذلك أن يزيد دفن رأسه في قبر أبيه و قال: أحصنه بعد